الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

فضل عشر ذي الحجة

فضل عشر ذي الحجة

 


 

فضل عشر ذي الحجة

 

الحمد لله ذي العزة والكبرياء، وصلى الله وسلم وبارك على محمد خاتم الأنبياء وعلى آله وصحبه الأتقياء الأوفياء النجباء، وبعد...

فإنّ
مواسم الخير والبركات، وأسواق الآخرة ورفع الدرجات لا تزال تترى وتتوالى
على هذه الأمة المرحومة في الحياة وبعد الممات، فإنّها لا تخرج من موسم
إلاّ وتستقبل موسماً آخر، ولا تفرغ من عبادة إلاّ وتنتظرها أخرى.


وهكذا ما ودّع المسلمون رمضان حتى نفحتهم ستة شوال، وما إن ينقضي ذو
القعدة إلا ويُكرمون بعشرة ذي الحجة، العشرة التي أخبر الصادق المصدوق عن
فضلها قائلاً: «ما من أيام العملُ الصالحُ فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء».


فالعمل الصالح في عشرة ذي الحجة أحبُّ إلى الله عز وجل من العمل في
سائر أيام السنة من غير استثناء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من الأنبياء
والرسل والعلماء والصالحين، والأيام والشهور والأمكنة، إذ لا يساويها عملٌ
ولا الجهاد في سبيل الله في غيرها، إلا رجلاً خرج مجاهداً بنفسه وماله ولم
يعد بشيء من ذلك البتة.


ومما يدل على فضلها تخصيص الله لها بالذكر، حيث قال عز وجل: {وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}
[الحج:28]، والأيام المعلومات هي أيام العشر الأوَل من ذي الحجة، وأيام
هذه العشر أفضل من لياليها عكس ليالي العشر الأواخر من رمضان فإنها أفضل
من أيامها، ولهذا ينبغي أن يجتهد في نهار تلك الأيام أكثر من الاجتهاد في
لياليها.


فعلى المسلم أن يعمر هذه الأيام وتلك الليالي بالأعمال الصالحة
والأذكار النافعة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وليتسابق المفلحون،
وليتبارى العاملون، وليجتهد المقصِّرون، وليجدّ الجادّون، وليشمِّر
المشمِّرون، حيث تُضاعف فيها الحسنات، وتُرفع الدرجات، وتتنزل الرحمات،
ويُتعرض فيها إلى النفحات، وتُجاب فيها الدعوات، وتُغتفر فيها الزلات،
وتكفر فيها السيئات، ويُحصل فيها من فات وما فات.


فالبدار البدار أخي الحبيب ، فماذا تنتظر؟ إلا فقراً منسياً، أو غنى
مطغياً، أو مرضاً مفسـداً، أو هرماً مُفَنِّـداً، أو موتاً مجهزاً، أو
الدجال فشر غـائب ينتظر، أو الساعـة فالساعـة أدهى وأمر، كما أخبر رسول
صلى الله عليه وسلم.


فمن زرع حصد، ومن جد وجد، ومن اجتهد نجح، «ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة».

وهل
تدري - أخي - أن صـاحب الصُّـور إسـرافيل قد التقمه ووضعه على فيه منذ أن
خلـق ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ، فإذا نفخ صعق من في السموات
والأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ النفخـة الثانيـة بعد أربعين سنة؟!


بجانب المحافظة والمواظبة على الصلوات المفروضة، على المرء أن يجتهد
ويكثر من التقرب إلى الله بجميع فضائل الأعمال فإنها مضاعفة ومباركة في
هذه الأيام، سيّما:

1- الصيام، فقد روى أصحاب السنن والمسانيد عن حفصة رضي الله عنها: «أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع صيام عاشوراء والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر».


وكان أكثر السلف يصومـون العشـر، منهم: عبد الله بن عمر والحسن البصري
وابن سيرين وقتادة، ولهذا استحب صومها كثير من العلماء، ولا سيما يوم عرفة
الذي يكفِّـر صيامه السنة الماضية والقادمة.


2- التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر يرفعه: «ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».


3- الإكثار من تلاوة القرآن.

4- المحافظة على السنن الرواتب.

5- الاجتهاد في لياليها بالصلاة والذكر، وكان سعيد بن جبير راوي الحديث السابق عن ابن عباس إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، وكان يقول: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر".


6- الصدقة وصلة الأرحام.

7- استحب قومٌ لمن عليه قضاء من رمضان أن يقضيه فيهن لمضاعفة الأجر فيها، وهذا مذهب عمر، وذهب عليّ إلى أن القضاء فيها يفوت فضل صيام التطوع.


8- الجهاد والمرابطة في سبيل الله.

9- نشر العلم الشرعي.

10- بيان فضل هذه الأيام وتعريف الناس بذلك.

11- تعجيل التوبة.


12- الإكثار من الاستغفار.

13- رد المظالم إلى أهلها.

14- حفظ الجوارح، سيما السمع والبصر واللسان.

15- الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، لك ولإخوانك المسلمين الأحياء منهم والميتين.


16- فمن عجـز عن ذلك كله، فليكفّ أذاه عن الآخـرين؛ ففي ذلك أجر عظيم.

وبأي
عمل آخر يحبه الله ورسوله، فأعمال الخير لا تحصى كثرة والسعيـد من وفـق
لذلك، وكل ميسّر لما خلق له، والمحروم من حرم هذه الأجور العظيمة
والمضاعفات الكبيرة في هذه الأيام المعلومة التي نطق بفضلها القرآن ونادى
بصيامها وإعمارها بالطاعات والقربات رسول الإسلام، وتسابق فيها السلف
الصالح والخلف الفالح، فما لا يُدرك كله لا يُترك جلّه، فإن فاتك الحج
والاعتمار فلا يفوتنك الصوم والقيام وكثرة الذكر والاستغفار.


وإن فاتك بعض هذه الأيام فعليك أن تستدرك ما بقي منها وأن تعوض ما سلف.

عليك
أخي الحبيب أن تحث أهل بيتك وأقاربك ومن يليك على ذلك، وأن تنبههم وتذكرهم
وتشجعهم على تعمير هذه الأيام وإحياء هذه الليالي العظام بالصيام،
والقيام، وقراءة القرآن، وبالذكر، والصدقة، وبحفظ الجوارح، والإمساك عن
المعاصي والآثام، فالداعي إلى الخير كفاعله، ورُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع،
ولا يكتمل إيمان المرء حتى يحب لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه، فالذكرى
تنفع المؤمنين وتفيد المسلمين وتذكّر الغافلين وتعين الذاكرين، والدين
النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم، والمسلمون يدٌ على من
سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم.


نسأل الله أن ييسرنا لليسرى، وأن ينفعنا بالذكرى، وأن يجعلنا ممن
يستمعون القول ويتبعون أحسنه، وصلى الله وسلم وبارك على خير المرسلين
وحبيب رب العالمين محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين.



موقع الدين النصيحة


 

http://www.7ammil.com/data/visitors/2008/11/23/storm_5116638331954663278_quraa-a5awat.gif






__._,_.___

الخميس، 13 نوفمبر 2008

"الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكرم زوج

"الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكرم زوج
وأحناه"





الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاً :


- كان يحب المرأة .. إنسانا ً.. وأُمّا ً.. وزوجة .. وبنتاً..
وشريكة في الحياة .


- سئل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال :[ أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك] .
وقال : [ من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله ]
.

وأمر الذين سألوه .. أن يزوجوا ابنتهم للفقير الذي تحبه ، لا للغني
الذي يريدونه.


وكان صلوات الله عليه يقبّل عائشة ، وإذا شربت من الإناء
أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب .. وكان يتكئ في حجرها ، ويقرأ القرآن ورأسه
في حجرها وكان يقبلها وهو صائم .. وزاحمته على الخروج من باب المنزل .


وغضب مرة مع عائشة فقال لها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبوعبيدة بن
الجراح ؟ فقالت: لا .. هذا رجل لن يحكم عليك لي ، قال: هل ترضين بعمر؟ قالت: لا..
أنا أخاف من عمر .. قال : هل ترضين بأبي بكر ( أبيها )؟ قالت : نعم ..
فجاء
أبو بكر ، فطلب منه رسول الله أن يحكم بينهما.. ودهش أبو بكر وقال :
أنا يا
رسول الله ؟ ثم بدأ رسول الله يحكي أصل الخلاف .. فقاطعته عائشة قائلة :
(
اقصد يا رسول الله ) أي قل الحق .. فضربها أبو بكر على وجهها فنزل الدم من أنفها ،
وقال : فمن يقصد إذا لم يقصد رسول الله ، فاستاء الرسول وقال : ما هذا أردنا ..
وقام فغسل لها الدم من وجهها وثوبها بيده .
وكان إذا غضبت زوجته وضع يده على
كتفـها وقال : [ اللهم اغفر لها ذنبـها وأذهب غيظ قلبها ، وأعذها من الفتن ] .


وتغضب عمر على زوجته ، فتراجعه ، فأنكر أن تعارضه ، فقالت زوجته :
( لماذا تنكر أن أراجعك ، فو الله إن زوجات النبي _صلى الله عليه وسلم _ ليراجعنه ،
وتهجره إحداهن إلى الليل ) .
وكان إذا دخل على أهله ليلاً سلم تسليماً لا يوقظ
النائم ويسمع اليقظان .
وكره أن يفاجئ الرجل زوجته إذا عاد من السفر فجأة .. بل
يبعث لها من يبلغـها بوصوله .
دخل أبو بكر عليه وهو مغطَّى بثوبه ، وفتاتان
تضربان بالدف أمام عائشة فاستنكر ذلك ، فرفع النبي الغطاء عن وجهه وقال : دعهما يا
أبا بكر ، فإنها أيام عيد .


واتكأت عائشة على كتفه تتفرج على لعب الحبشة بالحراب في مسجد رسول
الله _ صلى الله عليه وسلم _ حتى سئمت .


وهو القائل صلى الله عليه وسلم : [ من
عال جاريتـين جاء يوم القيـامة أنا وهو كهاتين ]
وضم أصابعه أي متساويين أو
متجاورين .
رفض أن يعزل إلا بموافقة المرأة ، فليس من حق الرجل أن يتخذ هذا
القرار بمفرده، ولا له أن يتصـور المرأة مجرد أداة لإشباع رغبته الجنسية ، وليس
ثمّة إهانة لامرأة أكبر من رجل لا يريدها أن تحمل منه وهي تريد .


- و قال :[ الدنيا متاع .. وخير متاع
الدنيا المرأة الصالحة ]
وقال : [ إن أشر الناس
عند الله منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي اإليه ثم ينشر سرها]
.

http://www.islamweb.net/mohammad/index.php?group=articles&lang=A&id=143698

الأحد، 9 نوفمبر 2008

هل أنتي محجبة فعلا ؟!؟

هل أنتي محجبة فعلا ؟!؟

 


 

الحجاب يعني الستر

ستر كل ما يلفت النظر إليكي

 




 

أي : ولا يُظهرن زينتهن للرجال، بل
يجتهدن في إخفائها إلا الثياب الظاهرة التي جرت العادة بلُبْسها، إذا لم
يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها، وليلقين بأغطية رؤوسهن على فتحات
صدورهن مغطيات وجوههن؛ ليكمل سترهن


 



صفات الحجاب الصحيح

 



السؤال :
ما هي الصفات الواجب توفرها في الحجاب
الإسلامي؟  حيث أن هناك العديد من الأشكال، ولدي صديقة من الدنمرك أسلمت
منذ فترة وهي سعيدة بإسلامها (ولله الحمد)، وهي تريد ارتداء الحجاب.

أرجو أن ترشدنا إلى المكان الذي ورد فيه أن الحجاب يجب أن يكون جلبابا طويلا.  فهي في حاجة ماسة لجوابك.



الجواب :
الحمد لله
قال الشيخ الألباني ، رحمه الله تعالى :

شروط الحجاب :


أولا : ( استيعاب جميع البدن إلا ما استثني )


فهو في قوله تعالى : { يا
أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك
أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما } .


ففي الآية الأولى التصريح
بوجوب ستر الزينة كلها وعدم إظهار شيء منها أمام الأجانب إلا ما ظهر بغير
قصد منهن فلا يؤاخذن عليه إذا بادرن إلى ستره .


قال الحافظ ابن كثير في تفسيره :


أي : لا يظهرن شيئا من الزينة
للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه ، قال ابن مسعود : كالرداء والثياب يعني
على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من
أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكن إخفاؤه .



ثانيا : ( أن لا يكون زينة في نفسه )


لقوله تعالى : { ولا يبدين
زينتهن } فإنه بعمومه يشمل الثياب الظاهرة إذا كانت مزينة تلفت أنظار
الرجال إليها ويشهد لذلك قوله تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج
الجاهلية الأولى } سورة الأحزاب:33 ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة
لا تسأل عنهم : رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا ، وأمة أو عبد أبق
فمات ، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤونة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل
عنهم " .  أخرجه الحاكم (1/119) وأحمد (6/19) من حديث فضالة بنت عبيد
وسنده صحيح وهو في  " الأدب المفرد " .



ثالثا : ( أن يكون صفيقا لا
يشف ) فلأن الستر لا يتحقق إلا به ، وأما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنة
وزينة ، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : "سيكون في آخر أمتي نساء
كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات " زاد في
حديث آخر :"لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا
وكذا " . رواه مسلم من رواية أبي هريرة .



قال ابن عبد البر :  أراد صلى
الله عليه وسلم النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف لا
يستر فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة . نقله السيوطي في تنوير
الحوالك (3/103) .



رابعا : ( أن يكون فضفاضا غير ضيق فيصف شيئا من جسمها )


فلأن الغرض من الثوب إنما هو
رفع الفتنة ولا يحصل ذلك إلا بالفضفاض الواسع ، وأما الضيق فإنه وإن ستر
لون البشرة فإنه يصف حجم جسمها أو بعضه ويصوره في أعين الرجال وفي ذلك من
الفساد والدعوة إليه ما لا يخفى فوجب أن يكون واسعا وقد قال أسامة بن زيد
: " كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة مما أهداها له دحية
الكلبي فكسوتها امرأتي فقال : ما لك لم تلبس القبطية ؟ قلت : كسوتها
امرأتي ، فقال : مرها فلتجعل تحتها غلالة ، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها "
أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة" (1/441) وأحمد والبيهقي
بسند حسن .



خامسا : ( أن لا يكون مبخرا
مطيبا ) فلأحاديث كثيرة تنهى النساء عن التطيب إذا خرجن من بيوتهن، ونحن
نسوق الآن بين يديك ما صح سنده منها :


1-عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية "


2-عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا ".


3-عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة " .


4-عن موسى بن يسار عن أبي
هريرة : " أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال : يا أمة الجبار المسجد تريدين
؟ قالت : نعم ، قال: وله تطيبت ؟ قالت : نعم ، قال : فارجعي فاغتسلي فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من امرأة تخرج إلى المسجد
تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل ".



ووجه الاستدلال بهذه الأحاديث
على ما ذكرنا العموم الذي فيها فإن الاستعطار والتطيب كما يستعمل في البدن
يستعمل في الثوب أيضاً لا سيما وفي الحديث الثالث ذكر البخور فإنه الثياب
أكثر استعمالاً وأخص.



وسبب المنع منه واضح وهو ما
فيه من تحريك داعية الشهوة وقد ألحق به العلماء ما في معناه كحسن الملبس
والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال ، انظر " فتح
الباري "  (2/279) .



وقال ابن دقيق العيد : وفيه
حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة
الرجال . نقله المناوي في "فيض القدير" في شرح حديث أبي هريرة الأول .



سادساً: (أن لا يشبه لباس الرجل)


فلما ورد من الأحاديث الصحيحة في لعن المرأة التي تشبه بالرجل في اللباس أو غيره، وإليك ما نعلمه منها :


1. عن أبي هريرة قال:" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل" .


2. عن عبد الله بن عمرو قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" ليس منا من تشبه بالرجال من
النساء، ولا من تشبه بالنساء من الرجال" .


3. عن ابن عباس قال: "لعن
النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ،
وقال: أخرجوهم من بيوتهم، وقال: فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلاناً،
وأخرج عمر فلاناً" وفي لفظ " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين
من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال".



4. عن عبد الله بن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله
إليهم يوم القيامة: العاق والديه والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال
والديوث".



5. عن ابن أبي مليكة -واسمه
عبد الله بن عبيد الله- قال قيل لعائشة رضي الله عنها: إن المرأة تلبس
النعل؟ فقالت "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلة من النساء".



وفي هذه الأحاديث دلالة واضحة
على تحريم تشبه النساء بالرجال، وعلى العكس، وهي عادة تشمل اللباس وغيره
إلا الحديث الأول فهو نص في اللباس وحده .


سابعاً : ( أن لا يشبه لباس الكافرات ) .


فلما ت قرر في الشرع أنه لا
يجوز للمسلمين رجالاً ونساءً التشبه بالكفار سواء في عباداتهم أو أعيادهم
أو أزيائهم الخاصة بهم وهذه قاعدة عظيمة في الشريعة الإسلامية خرج عنها
اليوم   - مع الأسف - كثير من المسلمين حتى الذين يعنون منهم بأمور الدين
والدعوة إليه جهلاً بدينهم أو تبعاً لأهوائهم أو انجرافاً مع عادات العصر
الحاضر وتقاليد أوروبا الكافرة حتى كان ذلك منن أسباب المسلمين وضعفهم
وسيطرة الأجانب عليهم واستعمارهم { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم } لو كانوا يعلمون .



  وينبغي أن يعلم أن الأدلة
على صحة هذه القاعدة المهمة كثيرة في الكتاب والسنة وإن كانت أدلة الكتاب
مجملة فالسنة تفسرها وتبينها كما هو شأنها دائماً.


ثامناً: (أن لا يكون لباس شهرة).


فلحديث ابن عمر رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه
الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً". حجاب المرأة المسلمة " (
 ص 54 - 67  ) .



والله أعلم .




الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد